شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: السينما فى عصر الثورة الثلاثاء أغسطس 25, 2009 12:05 am | |
| بقلم: سعد الدين توفيق
| |
[b]<table align="left"> <tr><td align="center">شادية</td><td width="1" align="left"> </td></tr></table> <table align="left"><tr><td width="1" align="left"> </td></tr> </table>
|
ماذا سيقول التاريخ عن سينما الثورة وعن عصر جمال؟
هل سيقول إنه شهدت تغييرات مماثلة لتلك التي حدثت في المجتمع المصري نفسه؟
هل سيقول إنها عبرت بصدق عن مبادئ الثورة [/b][b]واتجاهاتها؟ هل سيقول إن الفيلم المصري كان يعكس صورة حقيقية للحياة في تلك الفترة أي يمكن أن يعتبر في يوم من الأيام وثيقة حية تعرف منها الأجيال القادمة كيف كانت مصر في عصر جمال والثورة؟ [/b] [b]لكى نستطيع أن نعرف الإجابة لابد أن نضع أمامنا جنبا إلي جنب صورتين: صورة السينما قبل 1952وصورة السينما في 1970 متقاربتين متجاورتين حتى يظهر الفرق بينهما واضحا. إليك أولا الصورة رقم واحد: في أواخر 1951انتج المرحوم احمد بدرخان فيلم "مصطفي كامل" أنتجه علي حسابه بعد أن رفض كل منتجي السينما أن يغامروا بقرش واحد في مشروع محكوم عليه في نظرهم بالفشل ولكن هذا الرفض الجماعي لم يصرف بدرخان عن المضي في تحقيق حلمه أحس بالغليان الذي كان يدور في ذهن الشعب لقد أحس هذا الفنان بالصورة وقد عبر عنها ووضع كل قرش يملكه وكل قرش يستطيع أن يقترضه في هذا الفيلم. فما حدث بعد ذلك وقد رفضت الحكومة المصرية وقتذاك عرض هذا الفيلم وبذل بدرخان كل جهد ممكن للسماح بعرض الفيلم بعد حذف كل ما تريد الحكومة حذفه منه ولكن هذه الجهود كلها ضاعت هباء لأن الفيلم كان في نظر المسئولين كان ملتهبا!! [/b]
[b]
[/b] [b]
| | <table align="left"> <tr><td align="left"> </td><td width="1" align="left"> </td></tr> </table>
| <table align="left"><tr></tr><tr>[b]<td align="left">الناصر صلاح الدين</td>[b][b][b][/b]<td width="1" align="left"> </td></tr></table>[/b] | [/b]
لقد رفضت الحكومة في1951أن تسمح بعرض فيلم يذكر الشعب بكلمات مصطفي كامل عن الحرية والاستعمار في الوقت الذي كانت الحرية مكبلة وجنود المستعمر رابضة في ثكنات قصر النيل بالقاهرة.
[/b][/b][b][b]وظل الفيلم مركون علي الرف إلي أن جاءت ثورة 1952فافرجت عنه وقدمته للناس وهكذا حقق الفنان بدرخان حلمه الأول. وبعد الثورة حقق حلمه الثاني عندما أخرج فيلم "سيد درويش" فنان الشعب الذي حرر الموسيقي المصرية من الأغلال والذي هتف "قوم يا مصري بلدك بتنديك" والذي غني للشعب "بلادي بلادي فداك دمي" وهي صفحة ناصعة البياض لن ينساها التاريخ للفنان الكبير ـحمد بدرخان. ـ اما عن الصورة الثانية لقد كان أنجح فيلم في الموسم الأخير وهو فيلم "ميرامار" الذي استمر عرضة الأول 12اسبوعا وقصة هذا الفيلم مشهورة قرأناها عندما نشرها نجيب محفوظ مسلسلة من أربع حلقات أي أن القصة نشرت بين الناس علي أوسع نطاق ممكن. مع ذلك فقد كان من أبرز شخصيات القصة إقطاعي قديم متعصب حاقد "طلبه رضوان" يقول في كل مناسبة رأيه في الثورة وفي الاشتراكية. ومن شخصيات القصة أيضا عاطل بالوراثة "حسني علام" لا يخفي هو الأخر مشاعره نحو الثورة ونحو الاشتراكية ويجهر برأيه فيهما كيفما يشاء بالكلمة بالنظرة بالإشارة. ومن شخصياتها أيضا شاب من الجيل الجديد انتهازي وصولي "سرحان البحيرى" وهو شاب يحتل مركزا كبيرا في التنظيم السياسي، كل هذه الصور ظهرت علي الشاشة تكلمت بكل حرية وبكل صراحة بل وأيضا بصفاقة وبجاحة. ولم يمنع عرض هذا الفيلم بل وأيضا انتجته الدولة!.. إنني لم اختر فيلم ميرامار لأنه الفيلم اليتيم الذي يعبر عن الصورة الثانية التي أريد أن أضعها أمامك إلي جوار الصورة الأولي وهناك نماذج كثيرة مثل فيلم "السمان والخريف" وفيلم "المتمردون" وفيلم "الرجل الذي فقد ظله" هاتان إذن الصورتان "مصطفي كامل" الذي منع عرضه في1951و"ميرامار" الذي عرض في 1970 ألا تكفى المقارنة بينهما لكي ندرك مدي التطور الذي حدث في السينما وإن تطور الفيلم المصري في هذه الفترة لم يأت عفوا وفي بلادنا في 18سنة؟ وأول مظهر من مظاهر الاهتمام بالفن الذي يؤديه خدمة المجتمع كان إنشاء وزارة الثقافة ثم إنشاء معهد السينما ثم إنشاء مؤسسة لدعم السينما لكي تنتج وتعرض الفيلم الذي يخدم المجتمع الاشتراكي. صحيح إنه كانت هناك أخطاء فظيعة أحيانا ولكن أليس جمال عبد الناصر هو الذي قال إن من لا يعمل لا يخطىء ولكن إلي جانب هذه الأخطاء كانت هناك انجازات رائعة حقا في ميدان السينما فقد حدث تطور فني وتطور فكري. تقدم الفيلم المصري كثيرا من ناحية التكنيك في السيناريو والتصوير والإخراج والموسيقي التصويرية وإذا كان التاريخ قد سجل السينما المصرية قبل 1952 إنها انتجت فيلم واحد جيدا في شكله وفي مضمونة فيلم "العزيمة" فإنه سيسجل للسينما في عصر جمال أكثر من مائة فيلم جيد بل وممتاز أحيانا خذ مثلا وبلا ترتيب "فجر يوم جديد، الناصر صلاح الدين، الحرام ، الجزاء، ثورة اليمن، سيد درويش، نادية، حكاية من بلادنا، جفت الأمطار، شىء من الخوف، القضية 68، ميرامار، شياطين النيل". سيسجل التاريخ أن الحرية والعدالة الاجتماعية كانت قبل 1952 عبارات يعاقب عنها القانون وهذه العبارات نفسها دخلت اليوم في قاموس حياتنا اليومية. ألا يكفي أن يقول التاريخ هذا عن السينما في عصر جمال؟ [/b][/b] [b][b][/b][/b] [b][b][b][/b][/b][/b] | |
|