شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: الروائي احمد الدوسري يكشف ملابسات موت "ابن زريق البغدادي" في "ابن زريق البغدادي – عابر سنين" الجمعة يوليو 31, 2009 11:32 am | |
| الروائي احمد الدوسري يكشف ملابسات موت "ابن زريق البغدادي" في "ابن زريق البغدادي – عابر سنين"
عن شركة مانشيت للنشر والتوزيع بالتعاون مع مؤسسة الدوسري للنشر والإبداع صدرت أخيراً رواية "ابن زريق البغدادي – عابر سنين" لمؤلفها الدكتور أحمد الدوسري.
تقع الرواية في 245 صفحة من القطع المتوسط، وهي في مجملها رحلة عبر التاريخ إلى زمن جميل حين كانت بغداد حاضرة الإسلام وحاضنة الشعر وقبلة الشعراء، إذ يعود بنا المؤلف إلى العام 471 الهجري وتحديدا بعد انقضاء نحو خمسين عاما أو يزيد على وفاة الشاعر ابن زريق البغدادي الذي ترك مدينته متوجها نحو الأندلس طلبا للمال وهناك قال قصيدته اليتيمة "لاتعذليه" مخاطبا بها ابنة عمه التي كانت تنتظر أن يعود بمهرها ولكن صده الأمير الأندلسي، فوضع القصيدة تحت وسادته ثم نام نومته الأبدية.
الرواية تصور البطل في رحلة بحث مضن عن ملابسات موت ابن زريق ومعرفة تفاصيل رحلته من بغداد إلى الأندلس، بناء على طلب من الوزير في بلاط الخلافة واستجابة لرغبة الخليفة نفسه، ولكنه بعد ثلاث سنوات من البحث الشاق يجد نفسه مرغما على العودة إلى مدينته إلا أنه يدخلها في الليل متسللاً حتى لايعرف بخبره أمير المؤمنين فيأمر بقتله، غير أن الشاعر الفقيد يظل هو المحور الذي تدور حوله الأحداث وتتلاقى الشخصيات، ومن الملفت أن المؤلف وفق إلى حد بعيد في اختيار اللغة السردية لروايته مستوحيا من عصر الخلافة العباسية الكثير من مفردات ذلك العصر الذي كان يموج بالأدب وبقصص الشعراء وبمآسيهم، ومع الاستغراق في الأحداث تجد الشخصية المحورية نفسها في لحظة امتزاج روحي مع ابن زريق فيتولد الانطباع بأن صاحب الرحلة هو ابن زريق نفسه.
ومن الرواية نقرأ:
لم أر أو أسمع بقصة أعجب ولا أكثر ألما ومأساة من قصته دونت كل ماسمعته من الناس ، أمراء وحقراء لصوص وقطاع طرق عباد وزهاد تجار وشعراء كل شيء حتى الخان في قرطبة استجوبت صاحبه دون فائدة فقد قال لي بأن والده قد اشتراه من صاحبته قبل أن تموت وأنه لايعرف أحداً يعرفها وكل مايعرفه عن قصة ابن زريق البغدادي هو أن غرفته التي مات فيها تقع في الطابق الثاني ثم دلني عليها وكان يسكن فيها طالب نصراني جاء لتعلم اللغة العربية فرجوته أن يخليها لي لكنه رفض ، وعندما نقدت صاحب الخان أبا عبدالله الأعرج وأظنه لقبه لأنه كان أعرج حقا دينارين ذهبيين توصل إلى حل مرض للطالب إذ تبادلنا غرفتينا لليلة واحدة فنام هو في غرفتي ونمت أنا في غرفته والأصح أنه نام في غرفتي مرتاحا مطمئنا ولم أنم أنا في غرفته ، الحقيقة أن عيني لم تغمضا لحظة واحدة في تلك الليلة وتخيلت الليلة الأخيرة لأبي الحسن علي ابن زريق البغدادي وهو يتقلى على هذا الفراش حتى فاضت روحه يأساوكمدا وحنينا وأسفا.
والله لقد كادت تفيض روحي أنا أيضا فيكون خبري وخبره واحداً.
واكد مدير عام مانشيت علي المسعودي ان الشركة وقعت عقد تعاون مع مؤسسة الدوسري لعدد من الاصدارات اهمها اصدارات الدوسري التي في مقدمتها رواية ابن زريق البغدادي التي لقيت اشادة كبيرة من الاوساط الثقافية وستقوم شركة مانشيت بترشيح الرواية لجائزة الشيخ زايد للابداع.
واوضح المسعودي ان الرواية تنطلق من نسيج قصة علي بن زريق البغدادي وكنيته ابوالحسن, شاعر مقل لا يذكر له مؤرخو الادب غير قصيدة يتيمة اشهرته واشتهر بها اكثر من بعض الشعراء,واصبحت مثلا,وقد قالها في ابنة عم له يحبها اشد الحب . اضطر لفقره وقلة ذات اليد الى الارتحال نحو الاندلس طلبا للرزق وسعة العيش,يقال انه قصد ابا الخيبر عبدالرحمن الاندلسي ومدحه بقصيدة بليغة فلم يعطه الا عطاء قليلا فاغتم ومرض,ثم سأل عنه عبدالرحمن بعد ايام وذهبوا يتفقدونه في الخان الذي يسكن فيه فوجدوه ميتا وعند رأسه هذه القصيدة البليغة المعبرة,وقد تميزت القصيدة بسهولة
وسلاسة الفاظها وكلماتها مع عمق في معانيها, والقصيدة بعنوان لا تعذليه:
لا تعذليه فان العذل يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في نصحه حدا اضر به
من حيث قدرت ان النصح ينفعه
| |
|