شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: يوميات مهرجان كان 1 الأحد أغسطس 02, 2009 8:31 am | |
| 1يوميات مهرجان كان حمى الأبعاد الثلاثة وبداية المارثون في كان وصلت بعد ظهر الثلاثاء إلى كان قادما من لندن، وكان أمامي وقت طويل للتأهب والاستعداد بل والاستكشاف أيضا: كيف تبدو المدينة، وما الذي تغير، وماذا سيحدث؟ للوهلة الأولى وأنا مازلت في مطار نيس، أقرب مدينة "حقيقية" إلى كان "الأسطورية"، لاحظت الزحام الكبير في أعداد القادمين. وبعد وصولي كانت الاستعدادات على قدم وساق للافتتاح المنتظر مساء الأربعاء. كانت المدينة ترتدي أبهى حلة لديها استعدادا للعرس السينمائي الكبير. لم يكن هناك شيء نشاهده كما اعتدنا من قبل، ففيلم الافتتاح لن يعرض قبل صباح الأربعاء للنقاد والصحفيين في عرض خاص لاتاحة الفرصة للكتابة عنه، فالعرض الرسمي في الافتتاح كما هو معروف، يقتصر على الضيوف والشخصيات السينمائية اللامعة والنجوم. المشهد العام حول قصر المهرجان صباح الأربعاء يختلف تماما عنه في المساء لحظة صعود النجوم السلالم فوق البساط الأحمر، تقليعة كان التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة إلى عدد كبير من المهرجانات خاصة مهرجانات الدول الفقيرة في الإنتاج السينمائي، فماذا تبقى لها سوى البساط الأحمر. وأصبحا "صرعة" البساط الأحمر مجالا للحديث والأخذ والرد والتباهي من جانب مدير مهرجانات الدويلات "محدثة النعمة" التي قفزت من داخل "القفة" إلى السلالم الحمراء مباشرة، ومن على رأسه بطحة سيتحسس رأسه على الفور، والقاريء يفهم ما نقصده بغير معاناة! فيلم الافتتاح "إلى الأعالي" Up.. أي أعالي الجبال، هو الفيلم الأول من نوعه الذي يفتتح به مهرجان كان في تاريخه كما هو معروف وكما نشرنا قبل أكثر من شهر قبل أن يصبح الخبر "مشاعا". فالفيلم من أفلام الرسوم المصنوعة بتقنية الأبعاد الثلاثية. وكان لابد أن نرتدي نظارات خاصة للتمكن من مشاهدته والاستمتاع به. ودونما حاجة إلى استطرادات كثيرة يمكنني القول أن الفيلم تحفة حقيقية وعمل فني رفيع من جميع النواحي. ولم أدهش إذا ما حقق في عروضه العالمية عشرات الملايين، فهو "تجربة" فريدة في المشاهدة، ليس فقط لأنه مصور بتقنية اصورة المجسمة بل لأن حجم الخيال فيه يفوق كل ما عرفناه من قبل، ودقة التصوير واستخدام الزوايا لتقديم أكبر جرعة من الاثارة والمتعة بما يتناسب تماما مع الرؤية المجسمة من أكثر ما يميز هذا الفيلم. خيال سيريالي وحشي جامح، هذه المرة بطله رجل عجوز متقاعد، أي نقيض البطل التقليدي، يصادق طفلا يافعا من المتطوعين لمساعدة المسنين، يهرب من قضية تورط فيها، بمنزله بعد أن يربطه بآلاف البالونات، فيصبح المنزل طافيا في الفضاء ينتقل من بلد إلى آخر إلى أن يصل إلى بقعة شديدة التوحش في أعالي جبال أمريكا اللاتينية، يعتبرها البطل-اللابطل بمثابة "الجنة" المنشودة. مع بطليه من البشر هناك الحيوانات الذكية المتكلمة مثل الكلب والبجعة وعشرات الكلاب الأخى التي تسخر قواها الخاصة في خدمة الشخصية الشريرة قبل أن تتحول في النهاية إلى جانب الخير الفيلمتكلف 150 مليون دولار وثورة الديجيتال المجسم ستمتد على استقامتها دون شكفي عدد كبير من الأفلام الأخرى القادمة التي يستعد لإخراجها بعض الأسماءالكبيرة في عالم السينما على رأسها ستيفن سبيلبرج.شاهدت فيلمين فيالسوق الدولية للأفلام التي تعرض أكثر من ألف فيلم هذا العام أولهما"الرسول" The Messenger وهو فيلم أمريكي للمخرج أورين أوفرمان، وبطولةوودي هارلسون وجينا مالون، وهو عن مأساة أسر الجنود الأمريكيون الذينيفقدون حياتهم في العراق من زاوية جديدة تماما.والفيلم الثاني"الخسوف" The Eclipse وهو فيلم ايرلندي من اخراج كونور ماكفرسون، وهو مننوع الدراما النفسية إذا جاز التعبير، وفيه بعض الرعب وبعض الرومانسية،واخراجه متقن للغاية، وبطولة ممثلة عبقرية الأداء لم يسبق أن رأيتها منقبل هي الدنماركية إيبين جيجل!أما الفيلم الأول في المسابقة الذي عرضمساء الأربعاء فهو الفيلم الصيني "حمى الربيع"The Spring Fever للمخرج لويي الذي شاهدنا فيلمه السابق هنا في مسابقة كان 2006وهو فيلم "القصر الصيفي"The Summer Palace الذي منعته السلطات الصينيةلأنه كان أول فيلم يخرج من الصين، يصور بالتفصيل قمع انتفاضة ساحة تيانامنفي بكين 1989. وقد منع المخرج من العمل لمدة خمس سنوات إلا أنه استطاعتحرير نفسه من العمل مع المؤسسات الرسمية في بلاده، وتحرر بالتالي منالقيد الذي يحد من حريته بعد أن عثر على تمويل فرنسي ومن هونج كونج لصنعفيلمه هذا الذي يقتحم منطقة شديدة الخطورة في السينما الصينية، ففيلمه عنعلاقة جنيسة متشابكة ومعقدة بين شابين ويحتوي على مشاهد تفصيلية صادمة حتىبالمقاييس الأوروبية للجنس المثلي.والحديث عن "حمى الربيع" لا يصلح منخلال هذه اليوميات بل سأعود إليه فيما بعد عندما أتناول أفلام المهرجانبالنقد والتحليل في موضع آخر.ولعل ميزة اليوميات أنها تحررني من قيودالنقد الصارمة، والتغطية الصحفية المحددة الهدف، وتصبح سباحة في الدنياوتحليق حر في السينما والحياة، باعتباري هاويا قديما للسينما أساسا وقبلأي شيء آخر | |
|