شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: سيرورة الابداع الفني رانيه عقلة حداد الأحد أغسطس 16, 2009 1:42 am | |
| سيرورة الابداع الفني
رانيه عقلة حداد الفنبمختلف انواعه (السينما، المسرح، النحت، الرسم،الادب…) هو احد وسائلالاتصال، ورحلة العمل الفني من الفكرة الى التجسيد ثم تلقي الجمهور هيسيرورة الابداع الفني الذي يتناولها موسيه كاغان في كتابه (سيرورة الابداعالفني) الصادر مؤخرا عن دار البيروني للنشر والتوزيع، ترجمة الناقدالسينمائي عدنان مدانات يقرأالمؤلف سيرورة الابداع الفني على ضوء النظرية الجمالية الماركسية التيتختلف في نقاط كثيرة مع علم الجمال الفرويدي، وبما ان الفن احد وسائلالاتصال فيتناول كاغان في كتابه هذه العناصر ودورها في سيرورة الابداعالفني، وعلى الرغم من عدم وجودها ضمن عناوين وتقسيمات رئيسية وفرعية تيسرالفهممن أين تبدأ سيرورة الابداع الفني؟ الجزءالاول من الكتاب يتحدث فيه كاغان عن الفنان (المرسل)، المحور الاساسي الذيتبدأ سيرورة الابداع من عنده، ويتناول عناصر وشروط الابداع لديه التي تمهدلولادة الافكار وهي: شخصية الفنان، الموهبة الفنية، التجربة الحياتية،التأملات في هذه التجربة، حيث انتاجه الابداعي هو ثمرة كل هذا، مع التركيزعلى اهمية معرفة وتجربة الحياة، فاي عمل ابداعي هو في نهاية المطاف ليسالا انعكاسا لهذه التجربة، وكلما كان الفنان على معرفة واسعة و فهم عميقبالحياة، كلما كان قادر من خلال ابداعه على اعادة صياغة العلاقات الواقعيةالحياتية، وكلما ابدعت موهبته بنجاح لكن موهبة الفنان ليست العنصر الوحيد الذي يعتمد عليه نجاح الفنان، انما هناك ايضا عوامل اخرى منها اولا:منهج الفنان الابداعي الذي هو الجسر بين موهبة الفنان وتأملاته الحياتيه،فيتناول الكاتب عناصر المنهج الابداعي الاربعة: المعرفي، التقيمي،البنائي، والاشاري، ودورها في العمل الفني الذي يتكون بواسطة الصلةالمتبادلة بين هذه العناصرثانيا:المهارة وهي الوسيلة اللازمة لبناء العمل الفني، فتتحول من خلالهاالاحتمالات الابداعية الكامنة الى تجسيم مادي، وهي من تظهر اذا كانتالفكرة الفنية المعنية قد تحققت ام لم تتحقق، وبما ان المهارة في الفن هيقوة ثانية مع الموهبة فيعرض كاغان وظائفها واختلافها عن الموهبةالعمل الفني نتيجة سيرورة ابداعية طويلة ومعقدة سيرورةاي عمل فني كان - منها السينما- تمر في ثلاث مراحل، هي ما يتناوله الكاتببالتفصيل في الجزء الثاني من هذا الكتاب وهي: (الطور الجيني) ولادةالفكرة، مرحلة (التجسيد المادي) وفيها قد يختلف تجسيد الفكرة ماديا عماكان متخيلا، اما المرحلة الثالثة فهي (التلقي) حين يستقل العمل عن صاحبهويصبح ملكا للجمهور، ويمنح حيزا كبيرا من الحديث في هذا الجزء لمرحلةالتجسيد المادي التي هي بشكل او بآخر احدى عناصر الاتصال؛ الشكل، والمضمون(النص المرسل)، ويبحث في طبيعة العلاقة الجدلية بينهما، ايهما اسبق، هليتبع الشكل المضمون او العكس. استقبال العمل الفني… اكتشاف المجهول اماالجزء الثالث فيُستكمل الحديث فيه عن عنصرين مهمين وهما: المُستقبِل(الجمهور)، والتغذية الراجعة (النقد الفني)، فالاستقبال الفني نظامديناميكي معقد، وتختلف مستويات التلقي وقراءة العمل الفني وتقيمه تبعالاختلاف ثقافة وتجارب كل متلقي، واستقبال كل عمل فني يتحول الى اكتشاف ماهو مجهول، ولا ينتهي دور المتلقي عند استقبال العمل الفني، انما يذهب ابعدمن ذلك الى المشاركة في الخلق من خلال مساهمة مخيلته الابداعية في اعادةخلق بالتوافق مع تأويله الخاص للعمل الفني لكنالاستقبال الفني كما يراها كاغان ليس الحلقة النهائية في نظام الاتصالالفني، انما الدور الختامي يلعبه النقد الفني، الذي تكمُن وظيفته في تحقيقالصلة العكسية في النظام المعني، اي ان حركة المعلومات (الرسالة) تسير فينظام الاتصال الفني باتجاهين؛ من الفنان الى المستقبل (الناقد) وبالعكسبما يعرف بالتغذية الراجعة، التي مع تطور الثقافة والوعي الفني، تجاوزتالتقييمات الاجمالية البسيطة؛ كعمل رائع، او بائس…، الى عمل تحليلي نقديعميق، يؤثر على توجيه الابداع الفني والجمهور المستهلك معا فيالنهاية المهتم في العمل الابداعي بشكل عام وفي السينما بشكل خاص، قديتشكل لديه الرغبة في سبر غور آلية الابداع وفهم كيف تبدأ الفكرة والمراحلوالتحولات التي تمر بها الى ان تصل الى متناول ايدينا، وبهذا يعتبر هذاالكتاب مقدمة لهذا الفهم | |
|