صدر حديثاً في غزة: سماء على ظهر حصان

صدر حديثاً في غزة:
سماء على ظهر حصان

"مجموعة شعرية"

أصدرت
جمعية الثقافة والفكر الحرّ عبر مركزها الثقافي (ملتقى الإبداع الأدبي)
بمدينة خان يونس مجموعة شعرية مشتركة لأربعة شعراء من قطاع غزة؛ حملت
عنواناً ملفتاً ومتعدّدَ الدلالات "سماء على ظهر حصان".. وهي الأولى من
نوعها بعد الحرب الأخيرة على غزة. فشارك الشعراء: حسام شحادة(خان يونس)،
عثمان حسين(رفح)، ناصر رباح(مخيم المغازي)، نصر شعث(خان يونس) بست وثلاثين
قصيدة جاءت في سبعين صفحة من القطع المتوسط.. التزم خلالها الشعراء بالهمّ
الوطني والإنساني، فراحت قصائدهم تتلمس الحياة من أصغر تفاصيل الحرب،
وتحفل بالغناء للأشياء ولقيم الحياة وجماليات السلام، وتجرّم "الاحتلال
دون أن تتورط بالتسجيل الفجّ المباشر لوقائع الحرب والموت. وقال الناشر
"جمعية الثقافة الفكر الحر": في كلمة التقديم: ("الشعر في مواجهة الحرب..
وكيفَ لهَشاشةِ الرُّوح في هذا الكائن أنْ تنتصرَ على صلابة آلةِ الحرب و
شراسة منطقِها؟! حربٌ لم يُردْ مِنها الاحتلالُ الإسرائيليُّ قتلَ
حُلُمِنا وحَسبْ؛ بل سَعى ويَسعى في قتلِنا كي لا نَحلُمَ! غير أنّنا ما
نزال نملُكُ الحُبَّ والرغبةَ والحلمَ في سلامٍ يَرسم لنا زهْوَ غابةٍ
ويلوّنُ ظلَّها بـ"سُورة الربيع". فلدى الشُّعراءُ وقتٌ لكتابةٍ تنهضُ من
هاوية اللوعة والأسى؛ لتكتبَ المعنى الجميلَ بإرادةٍ تُقدّسُ الفنّ وتَرمي
إلى صياغة رَدِّ فعلِهم في شكلٍ حَضاريّ. إنهم يُتوّجونَ الأرضَ بقصائد
تأسّست على حُبّها والغناء لها... في مُفارقةٍ بَهيّةٍ تُؤكّدُ الحياة).

من أجواء الديوان نقرأ للشعراء المشاركين:

من قصائد لحسام شحادة:

في السماء حجر

فرم الأصداف مرتين

صارت الأصداف ركامًا

يا أيها الجالسون

فوق الركام

طفلي

*
فتحَ منقارَهُ،

إلْتَهَمَ الهواءَ،

ابتلعَ قليلاً من الشَّمسِ،

وكلَّ الضبابِ.

فاجأهُ القطُّ بنظرةٍ

ومَخلَبٍ وذيلٍ تَقوَّسَ على آخرِهِ.

ففاجأهُ الدُّورِيُّ

بصدى صوتِهِ...

بالطيرانْ.

ومن قصيدة لعثمان حسين:

أُحدّقُ كعارفٍ وأَمضي مَسائيَ مُحدِّقـًا

مُستنشقًا ربيعَ الأنوثةِ...

وتَمضي الكائناتُ مَعي

جاهِلاً ما أُريد...

أُحرّكُ اللحظةَ ومَعنىً تَسلَّلَ،

يقفز الذئبُ إلى حديقتي وتتّسع عيناي

وأدخلُ...

تسكتُ شَهرزادُ عَنِ النميمة،

أخُور ثائرًا

وأصرخُ في الناي:

أينَ أبدو واقفـًا؟

يُردّد الصَّدى جهلَه ممّا أريد.

أَعبثُ في خَيطٍ يَنكسرُ كسائحٍ أزرقَ

وأسالُ مَعناكَ:

أَعطِني مَساحةً للمعصية،

وقُبلةَ الحياةْ.

ومن قصائد ناصر رباح نقرأ:

الآن، يَمشي إلى طَرفِ المُخيَّمِ وحدَه،

ويُدخّنُ الأيامَ وحدَه،

لا أحد سيجلسُ بعدَ العصر قُربَ الباب

أو يُلقي مِنَ الشُّبَّاك وردةً للندى

لا أحد سَيشتمُ الأولادَ لو كسروا زجاجَ النوم.

الوقتُ صارَ بقيّةَ وقتٍ،

والماءُ لا تروي زهرةً في إناء

لا شيءَ يُغادرُ خيبته

لا شيءَ يُطفئ لوعة بيتٍ

شاهدَ في غبش الصبح جارَته

تنهارُ عاريةً

ومِنْ ثمّ تُغادر.

وفي قصيدة لنصر شعث:

أيّةُ جَرّةٍ مقلوبة على فمِها

في الظهيرةٍ الخرقاء

قافيةٌ بلا نَفَسٍ؛ خيالُها في الرملِ شارعٌ

يَمحو حدودَه بامرأةٍ عاريةٍ تمحو

ذاتَها بدمعةٍ على ظفرِ الصغيرةِ،

أو بهواء قليلٍ من عمل الرموش.

والأصل أن الهواءَ عارٍ كبير!

أيّةُ ساعةٍ تَمحو عقاربَها شمسٌ،

وخرائطُ البحرِ يَمحوها البحرُ...

واليدُ التي تلوّح في فراغِها القديم

لا تمحو دمَها،

لا تحملُ مائدةً،

ولا شُرفةً هَدَّها التعَبُ

من تُرَبٍ ناشفة من تُرَبٍ ناشفةٍ

كبضعةِ أحلام

وقمصانٍ تََعُضُّ عليها المَشابك.

أيّ سِرّ للقصيدة، بعدئذ، قمرٌ مشروخ

بزجاجة الدواء!

صدر حديثاً في غزة: سماء على ظهر حصان Icon_flower