شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: السينما الفلسطينية.. صراع ضد الأمواج السبت أغسطس 08, 2009 11:34 am | |
| السينما الفلسطينية.. صراع ضد الأمواج المخرجة "بثينة كنعان الخوري" أنموذجا
[b]بقلم: زياد جيوسي[/b]
[b]لميكن دخول المرأة إلى عالم السينما الفلسطينية معجزة كبيرة، فالمرأةالفلسطينية تميزت بمشاركتها الرجل في كافة ميادين النضال، ومن يتابعالحركة النسوية الفلسطينية، يجد أن المرأة الفلسطينية شاركت وما زالتتشارك، منذ بدايات القرن الماضي، جنباً إلى جنب مع الرجل.لكنأردت بهذا المقال الإشارة إلى المصاعب التي تواجهها السينما الفلسطينيةعموما، ووجدت في المخرجة بثينة الخوري أنموذجاً، وحالة تمثل من خلالمسيرتها هذه المصاعب، فهي من الجيل الشاب الذي تفتحت عيناه على عالمالسينما في ظل الاحتلال، ولم يعايش السينما الفلسطينية عبر تاريخها خصوصاًمرحلة تواجد الثورة الفلسطينية في لبنان. من هنا نجد أن الجيل الشاب انطلقبمسيرته بعيداً عن مؤسسات الثورة الفلسطينية، وفي مرحلة حاسمة من مسيرةالشعب الفلسطيني، فمعظم هذا الجيل السينمائي نبت وترعرع في ظل دخول السلطةالفلسطينية إلى الوطن إثر اتفاقات أوسلو، ومن هنا تميزت مسيرة بثينةالخوري، فهي بدأت مسيرتها في ظل الاحتلال وقبل وصول السلطة الفلسطينية إلىالوطن، ومعروف حجم المعيقات التي يضعها الاحتلال أمام المواطن العادي،فكيف أمام المبدعين الفلسطينيين، ففي فترة إعدادها فيلمها التسجيلي الأولالطويل"نساء في صراع"، واجهت معيقات الاحتلال الكبيرة، وتقول بثينة عن تلكالعقبة: " أردت أن يكون لدي إمرأة محتجزة سابقة من غزة، لكن كما هومعروف، فالسلطات الإسرائيلية تمنع التنقلات بين الضفة الغربية وغزة، أردت أن تتكلمفي فيلمي سجينة داخل السجون الإسرائيلية ولدت للتو مولودها الأول هناك، وكلت محاميةإسرائيلية، لكن كل الطلبات رفضت. استمرت هذه المسألة ستة أشهر"وهذهليست العقبة الوحيدة، فالمخرجة بثينة الخوري واجهت كماً من المعيقاتدفعتها للصراع ضد الأمواج، ففي الانتفاضة الأولى وجدنا منطقاً يسودبالقول: "عندما توجد الانتفاضة، فإن كل شيء يصمت أمام الألم". تقول بثينة عن هذه المرحلة في أكثر من مقابلة صحافية أجريت معها: "أغلقت دور السينما بعد قليلمن بداية الانتفاضة الأولى العام 1987، حسب رأيي كان ذلك خطأً كبيراً، كان التفكيرالسائد في ذلك الوقت أنه لا يمكن أن نتسلى بينما الناس يقتلون. للأسف انتشر هذاالمنطقوالبعض وصل إلى أقصى الحدود، أحرقوا سينما في غزة.. وهكذا أصبحنا أفقرثقافيا،. الفن لا يجب أن يصمت في أي ظرف، على العكس من ذلك، يجب أن تؤلفوسيلة جديدة لمقارعة الاحتلال، ويجب أن نعرض الانتفاضة كعمل فني لمجتمعمتكامل"، مضافاً إلى ذلك العقبات الاجتماعية المتعددة، ففي إحدى المقابلاتالصحفية نجد سؤالا يوجه إليها حول عدم اختيارها نساء محجبات في فيلمها"نساء في صراع"، وهو سؤال يدلل على شرخ اجتماعي بدأ يسود المجتمعالفلسطيني، فتجيب بثينة: "لقد أردت أن أظهر الوجهة الأخرى لفلسطين، تلكالتي يغيبها الإعلام في العالم الغربي بشكل ممنهج: المرأة دون حجاب، لأنالمواطن في العالم الغربي يجب أن يفهم أن النساء لدينا لسن فقط المحجبات،والحجاب ليس علامة تأخر كما يصورونه، لكن هناك نساء يناضلن دون أن يلبسنالحجاب، وقد تعرضن للتعذيب ولا زلن يعانين إلى الآن، ولا يعتبرهن العالمالغربي حتى محررات، في العالم الغربي يبحثون عن ذرائع لتجاهلنا". [b]وفيالفيلم نفسه تواجه المخرجة عقبات أخرى حتى من الأسيرات السابقات، فالكثيرمنهن، وبتقديري لأسباب اجتماعية بحتة، يرفضن فكرة الظهور أمام الكاميراوالتحدث عن المعاناة والتجربة القاسية التي تعرضن لها، فقضايا مثلالاغتصاب والإساءة الجسدية وتعرية المرأة من قبل المخابرات الإسرائيلية فيالتحقيق، ما زالت بعرف الكثيرين وبحكم العادات والتقاليد لا يجوز التحدثعنها، ويعتبرونها قضايا تمس بالشرف وتخدش الحياء، وتقول بثينة رداً علىهذه الأقاويل: "ما الذي يخدش الحياء عندما تتحدث أسيرة عن تعريتها والطلبمن والدها، تحت تهديد السلاح مضاجعتها، أو حتى اغتصابها، أو عندما تتحدثأخرى عن محاولات اغتصابها بالعصا، خلال فترة التحقيق معها ؟!". [b]إنالمجتمع يساهم من حيث لا يدري بالتستر على جرائم الاحتلال بدلاً من تعريةممارساته القذرة، ويدلل على ذلك الصعاب التي واجهت المخرجة للعثور علىنساء كن أسيرات ويقبلن التحدث عن تجربتهن، ولم تعثر إلا على أربعة نساء،فتقول عن ذلك: " لقد كن الأنسب من جهة الوعي السياسي والاجتماعي، والأكثرقدرة علىالوقوف أمام الكاميرا، والكلام بلهجة نقدية عن موضوعات نسائية. كن قادرات علىالتعبير عن الامتهان النفسي والجسدي، بموضوعية وحرية، ليس فقط داخل السجن بل خارجهأيضاً،. هؤلاء النساء اغتصبن، وسير بهن عاريات داخل زنازين السجناء الرجال،. رسميةأصيبت بأكبر صدمة، سحبوها عارية أمام والدها لكي تنهار وتعترف،.التقيتأكثر من "37" فلسطينية وانتهيت إلى "4" منهن، ليس لأني أردت ذلك، لكن لأنالكثير منهنّ لم يُردن أن ينشرن تفاصيل حياتهن في السجن، وأخريات لم يردنأن يتذكرن تلك الحقبة من حياتهنيتبع باقى الموضوع [/b][/b][/b]
عدل سابقا من قبل شمس الحرية في السبت أغسطس 08, 2009 11:39 am عدل 1 مرات | |
|
شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: رد: السينما الفلسطينية.. صراع ضد الأمواج السبت أغسطس 08, 2009 11:36 am | |
| ولا تقف العقبات هنا فقط، فالمجتمع أيضاً، لا يتقبل مثل هذا العمل، وفي المقابلة نفسها تقول بثينة عن ذلك: "قسمكبير من مجتمعنا يريد أن يتركهن على بعد ما، لأنه يريد أن يخفي أسطورتهن، هن منطلائعيات العمل الفدائي، مهما كان الأمر فهن في موقع مرموق نضالياً وتاريخياً لأنهن قررن القيام بقفزة كبيرة في حياتهن. لقد أردن أن يكن أكثر من أمهات مناضلينوزوجات ثوار، أردن أن يكنّ في المقدمة.. بهذا الفيلم لم أكن أهدف إلى إنزالهن من مكانتهن، بل إخراجهن من وحدتهن. أردت إظهار وجهن الإنساني، نقاط ضعفهن، خيبة أملهن، آمالهن، أحلامهن. أردت أن يعلم مجتمعنا الثمن الذي دفعنه في السجن... من روضة ومن عائشة انتزعت الأمومة، من الفلسطينية ذات الوجه الجميل انتزع الحلم، كانت تعتقدأنها هكذا ستغير العالم، لتكتشف في النهاية أنها فقط تصنع زهرة على ورقة بيضاء".
العقبات الاجتماعية لا تتوقف عند حدود الرفض، لكنها في بعض الحالات تنتقل إلى مرحلة الفعل المضاد، فمخرجة مثل بثينة الخوري تقترب بالكاميرا من خطوط المجتمع الحمراء، ستتعرض بالتأكيد للفعل المضاد وليس الرفض فقط، فحين بدأت خطواتها من أجل تصوير فيلم عن الجرائم البشعة المسماة "جرائم الشرف"، تعرضت فيها المخرجة لتحطيم الكاميرا والتهديد بحرق المنزل إن لم تتوقف عن التصوير وإثارة الموضوع، وحتى جرى تحذيرها من أن تتحدث لوسائل الإعلام أيضاً، وظهرت هذه المسألة بوضوح حين حصلت قصة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحي، فجرى قتل الفتاة ومهاجمة قرية الشاب وحرق عدد كبير من المنازل تعود لعائلة الشاب وأقربائه، وحين حاولت بثينة التصوير مُنعت وقُمعت وحُطمت الكاميرا، وقالت بثينة: " ذهلت، كيف حطموا هذه الكاميرا التي حملت همومهم، ووثقت لأوضاعهم".
أما بثينة فما زالت تصر على خوض التجربة، وإخراج الفيلم رغم كل التهديدات والعقبات: " كثيرون حذروني من هذا الفيلم بالتحديد، وطلبوا مني الابتعاد عن حادثة الطيبة على وجه الخصوص، كما طلبوا مني عدم الحديث لوسائل الإعلام عن نيتي إتمام الفيلم، لكنني مصرة على ذلك، فلو ابتعد الجميع عن رصد الحقيقة، ومواجهتها، سنبقى كما نحن، وسيخضع للكثير من الأفكار الخاطئة، ورغبات المجتمع التي لا تزال تكبل الكثيرين منا".
إن محاولات الاقتراب من الخطوط الحمراء جزءٌ من السباحة ضد التّيار فنرى بثينة الخوري أول سينمائية فلسطينية تخرج فيلماً مشتركاً مع مخرجة إسرائيلية، تقول عن تلك التجربة: "بدون شك شعرت بالرهبة، لكن فكرة الفيلم تنتصر لمعاناة الشعب الفلسطيني، وهذا المهم... لم لا يتم التعاون مع إسرائيليين يرفضون الاحتلال، خصوصاً أنهم سيكونون أكثر تأثيراً منا لدى الإسرائيليين وفي الغرب، كان ذلك من خلال فيلم "نساء بالجوار"، والذي رصدت من خلاله معاناة المرأة الفلسطينية، من خلال مقابلات مع نساء في مخيم الأمعري للاجئين برام الله، في حين رصدت "ميخال أفياد" نظرة الإسرائيليات من أمهاتٍ لجنود الاحتلال، ومستوطِنات، لمعاناة المرأة الفلسطينية".
أما التمويل والإمكانات المادية فهما عقبة أخرى كبيرة، فالإمكانات الذاتية لا تسمح بالمضي قُدماً بالإخراج السينمائي، لذا يضطر المخرج للبحث عن التمويل لدى الجهات المانحة، وهنا نجد طرفين بشكل أساس، الطرف الأول هو الأوروبي ولكن له اشتراطاته. تقول بثينة عن مرحلة البحث عن تمويل لفيلمها "نساء في صراع": "عندما توجهت إلى الاتحاد الأوروبي وضعوا شرط أن نحتفظ بمسافات متساوية بينالفلسطينيين والإسرائيليين، كيف يمكن أن يتحقق هذا في موضوع فلسطينيات محتجزات فيالسجون الإسرائيلية؟ السلطة الفلسطينية حسب علمي لم تحتجز إسرائيليات".
أما الطرف الآخر فهو طرف إسرائيلي، وتقول بثينة حول هذا الموضوع: "أما أن أتوجه للجانب الإسرائيلي فهي فكرة مرفوضة سلفاً من قبلي، بالرغم من أن غيري من السينمائيين الفلسطينيين اتجه للجانبالإسرائيلي في التمويل، موضوع الفيلم شديد الحساسية وأنا معنية أن يكون من منطلقفلسطيني بحت، ولذلك عانيت حتى تم إنتاج الفيلم"، أما حول الطرف الأهم وهو الطرف الفلسطيني فتقول بثينة الخوري: ": لتنفيذ الفيلم احتجنا إلى تمويل، لكن في الأراضي المحتلة لا أحد يهتم بتمويل إنتاج مستقل.".
وهكذا نجد أن صناعة السينما في فلسطين تواجه صعوبات كبيرة تحد من أفقها وتقدمها، وتواجه من الصعاب الشيء الكثير ومن العقبات بمختلف أشكالها ما يقف كالجدار في وجه المخرج/ة الفلسطيني /ة، ومع ذلك تمكنت السينما الفلسطينية أن تثبت موجودية عالية، ولعل هذه الصعاب شكلت دافعاً كبيراً للتحدي وإثبات الوجود، فشاركت السينما الفلسطينية في كم كبير من المهرجانات العالمية، وتمكنت من حصد الكثير من الجوائز، وفي تجربة المخرجة بثينة الخوري أنموذجاً ينطبق على باقي المخرجين الفلسطينيين بشكل أو بآخر، لذا كان العمل في السينما الفلسطينية صراعاً ضد التيار. انتهى الموضوع
| |
|