شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| |
شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: لسينما الفلسطينية...سينما الثورة كتابة : خديجة حباشنة السبت أغسطس 08, 2009 11:11 am | |
| جاءت مشاركة فيلم "بالروح بالدم" في "مهرجان دمشق لسينما الشباب" عام 1971 وفوزه بالجائزة الفضية للمهرجان، كأول فيلم من إنتاج وإخراج فلسطيني يشارك في مهرجان سينمائي، لتسلط الضوء على نوع جديد من السينما وليناقش السينمائيون المشاركون في المهرجان تكريس المهرجان لسينما مختلفة عن السينما العربية المعروفة. وبدأ عدد من المنظمات الفلسطينية ينشئ أقساماً للسينما في دوائرها الثقافية ومراكزها الإعلامية، مثل: لجنة الإعلام المركزي للجبهة الشعبية عام 1971، دائرة الإعلام الثقافية/ منظمة التحرير الفلسطينية عام 1972، الإعلام المركزي/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 1973، جماعة السينما الفلسطينية/ مركز الأبحاث الفلسطينية عام 1972، صامد للإنتاج السينمائي عام 1976 ...وغيرها، التي انتجت أيضاً ما لايقل عن خمسة وعشرين فيلماً. أخذ الفيلم الفلسطيني ينتشر ليكون نجم المهرجانات الدولية وليحصد عدداً كبيراً من الجوائز، في مهرجان لايبزج، مهرجان موسكو، مهرجان أوبرهاوزن، مهرجان قرطاج، مهرجان كان، مهرجان برلين...وغيرها. وأخذت السينما الفلسطينية تحاصر السينما الإسرائيلية في عدد من المهرجانات الدولية. وأصبحت مؤسسة السينما الفلسطينية تقدم جائزة فلسطين بإسم الشهيد هاني جوهرية أول شهيد للسينما الفلسطينية، لأفضل فيلم عربي أو أجنبي حول القضية الفلسطينية من الأفلام المشاركة في المهرجانات الدولية، ويشارك في التحكيم لمنح الجائزة مجموعة من النقاد والمخرجين المعروفين المشاركين في المهرجان. تابعت مؤسسة السينما الفلسطينية توثيق كل ماله علاقة بالثورة والشعب الفلسطيني من أحداث، مكونة بذلك أغنى أرشيف فوتوغرافي وسينمائي عن الثورة الفلسطينية ونشاطها السياسي والعسكري كما عن النشاطات الشعبية في المخيمات ومناطق تواجد الشعب الفلسطيني، وأصبحت المؤسسة عام 1976 تضم قسماً ثالثاً هو "قسم الأرشيف والسينماتيك" الذي بلغ عدد الأفلام فيه مايزيد على مائة فيلم فلسطيني وأفلام من إنتاج مجموعات السينما النضالية حول القضية الفلسطينية وحركات التحرر في العالم، من كوبا وفيتنام والصين والإتحاد السوفييتي والتوباماروس ..وغيرها، وأصبح لدى المؤسسة قاعة خاصة لعرض الأفلام ولعقد دورات التدريب، وأصدرت خمسة أعداد من نشرة "صوت وصورة" التي تعرف بالأفلام الفلسطينية والنضالية وتناقش قضايا السينما المختلفة. وقد تمكنت المؤسسة من الحصول على دعم عدد من الدول الصديقة شمل معدات سينمائية ومنح للدراسة والتدريب في مجالات العمل السينمائي المختلفة، من برلين الشرقية، موسكو، بغداد، ليبيا، كوبا..وغيرها. الأمر الذي ساهم في تطور مؤسسة السينما الفلسطينية، وإنضمام عدد من خريجي السينما من الشباب الفلسطيني والعربي. [b]سينما الثورة ..سينما الشعب[/b] منذ بداية التفكير في أنشاء وحدة لإنتاج الأفلام عام 1968، أدرك السينمائيون الثلاثة أنهم أمام سينما مختلفة عن السينما المعروفة. ومن الأسئلة التي طرحوها على أنفسهم كما يقول مصطفى ابو علي[iii] : " هل القيم الفنية والجمالية التي درسناها تناسب جماهيرنا؟ هل نخاطب هذه الجماهير بنفس الأساليب التي درسناها في لندن والقاهرة؟ أم أن علينا أن نتعلم من جديد أسلوباً خاصاً؟ وهل نستطيع التعبير عن تجربة الثورة بالأساليب المعروفة خارج ظروف الثورة؟ هل سنقوم بتقليد هذه الأساليب والأشكال الفنية التي ابتدعتها واستخدمتها السينما المرتبطة بالإستعمار؟ أم نطور أساليب وأشكال ولغة سينمائية خاصة بنا، ولها إرتباط بتراثنا العربي وبخصائص الثورة الفلسطينية وظروفها؟ هذه الأسئلة حددت عمل وإتجاه الوحدة، فقد أدركنا وقتها منذ طرحنا هذا السؤال الكبير، أننا أمام طريق شاق وطويل، وأن علينا أن نطور سينما خاصة للشعب لتعبر عن حرب الشعب، وقد جاء فيلم "بالروح بالدم" بمثابة المؤشر على طريقة عمل وأسلوب وحدة أفلام فلسطين". بعد أحداث أيلول وخروج الثورة من الأردن، تبلورت فكرة إعداد فيلم عن أحداث أيلول، وكانت الأسئلة والحوار يدور بين الناس والسياسيين والإعلاميين حول ما حدث في أيلول، وبعد حوارات طويلة وجادة استقر الرأي على ضرورة تقديم التحليل السياسي المتكامل لما حدث، وبهذا أصبح وضع التحليل السياسي أساس للفيلم، بعبارة أخرى تم اختيار أسلوب السينما النضالية بدلاً من السينما الوثائقية، وأصبح التحليل السياسي بديل للسيناريو التقليدي. وشارك في وضع التحليل السياسي عدد كبير من كوادر الثورة، وقام الفريق الفني ببناء الفيلم للتعبير عن هذا التحليل. وقد تم استخدام المادة المصورة أثناء أحداث أيلول بالإضافة إلى مواد سينمائية أخرى صورت في مناسبات وطنية وثقافية أو لتغطية أحداث ونشاطات سياسية وعسكرية مختلفة. واستمرت المشاورات والحوارات بين الفريق الفني والكوادر الثورية اثناء عملية المونتاج التي استغرقت أكثر من أربعة أشهر، أجريت خلالها تجارب حول أكثر من طريقة وأكثر من سرعة في المونتاج، خاصة بعد استخدام رسم الكاريكاتير في الفيلم، وتم عرض هذه الفقرة من الفيلم على الجمهور، وبعد اجراء استفتاء تم الإستغناء عن الإيقاع السريع والأسلوب الرمزي. يلاحظ من تجربة فيلم "بالروح بالدم" ومن مراجعة بعض أدبيات السينما الفلسطينية[iv]، أن تجربة سينما الثورة الفلسطينية قد استلهمت طريقها من مبادئ وأهداف وأساليب عمل الثورة كما من الثورات الشعبية في فيتنام وكوبا والجزائر، ولإن السينما بطبيعتها فن جماهيري إلى أبعد الحدود وقادرة على الإتصال بالجماهير بشكل فعال، ولأنها محصلة الفنون جميعها فهي قادرة على اجتراح الأساليب البسيطة والجميلة لهم. ولذلك كانت سينما الثورة تبحث عن لغة وجماليات سينمائية خاصة بها، بسيطة وواضحة ومحسوسة للجماهير، تصور الواقع الذي تعيشه الجماهير الشعبية وتتناوله بواقعية من كافة جوانبه، لإيصال رسالة الفيلم، وإذكاء الروح المعنوية للجماهير وخدمة مصالحها، ولتساعدها على فهم أوضاعها ومشاكلها، لابتكار الحلول لمواجهتها، وتشجيعها على مواصلة الكفاح وكشف أساليب الإستعمار والإحتلال السياسية والعسكرية والثقافية. ولذلك كان على السينمائيين الإقتراب من جماهير شعبهم وتلمس وفهم حاجاتها. وقرروا تجنب استخدام لغتين لغة للناس ولغة للعالم، فما يعبر عن الشعب يستطيع أن يوصل قضيته للعالم. واعتمدت أسلوب المشاركة لأعضاء الفريق في جميع الأعمال، وأهملت مبدأ التخصص الصارم في تحديد مهمات أعضاء الفريق السينمائي، في الفكرة والسيناريو والتصوير وتسجيل الصوت..الخ،، حيث يتوقع فقد واحد أو أكثر من الفريق بسبب ظروف العمل في الأزمات والمعارك التي خاضتها قوات الثورة[b]. [/b] لقد تميزت تجربة هؤلاء المناضلين بالإبتعاد عن طريق السينما السائدة الهوليودية والعربية المتأثرة بها، ولجأت إلى أساليب مستوحاة من كفاح وثقافة شعبها، وبالقدرة على الإبداع المقترن بالإنتماء الصادق لقضية شعبهم، والعمل بروح الجماعة، لدرجة أن الأفلام التي أنتجت في السنوات الأولى لم تكن تحمل إسم المخرج والفريق الفني وحملت فقط شعار وإسم وحدة "أفلام فلسطين". وقد تميزهؤلاء السينمائيين الثوريين بروح البناء والتفاني في العمل، والشجاعة في مواجهة الخطر، مما أدى إلى استشهاد أربعة من المصورين السينمائيين أثناء تصوير الأحداث العسكرية والمعارك التي خاضتها قوات الثورة الفلسطينية في لبنان، والذين لا أستطيع إلا أن أسجل أسمائهم في ذاكرة شعبهم الذين قضوا من أجله. - المصورة السينمائية الشهيدة سلافة جاد الله. - المصور السينمائي الشهيد هاني جوهرية. - المصور السينمائي الشهيد مطيع عمر. - المصور السينمائي الشهيد عبد الحافظ الأسمر. [b]لقد صنع سينمائيو الثورة الفلسطينية أفلاماً لخدمة أهداف الثورة فكان عليها أن تكون أفلاماً ثورية، ولأن الثورة قامت من أجل الشعب كان عليها أن تكون سينما للشعب يتبع باقى الموضوع[/b] | |
|
شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: لسينما الفلسطينية...سينما الثورة كتابة : خديجة حباشنة السبت أغسطس 08, 2009 11:15 am | |
| [b]مفارقات في السينما والسياسة:[/b] بعد الإجتياح الإسرائيلي لمنطقة العرقوب جنوب لبنان عام 1972، قامت وحدة أفلام فلسطين بانتاج فيلم بعنوان "العرقوب". ولدى عرض النسخة الأولى من الفيلم لمجموعة من القيادات السياسية والإعلامية، وأثناء المناقشة بدأت تتكشف للسينمائيين مساحة من الإختلاف حول مفهوم السينما والفيلم السينمائي بين مسؤولي الإعلام والسينمائيين، عندما اعترض أحد الإعلاميين البارزين، وتجاوب مع إعتراضه بقية الإعلاميين السياسيين على بعض المفردات الفنية في الفيلم، مثل قطع أو إخفاء تدريجي( Fade out ) لنشيد استخدم في الفيلم كمؤثر صوتي في خلفية أحد المشاهد، أو استخدام جملة من تصريح أو مقابلة مع أحد القادة بما يخدم رسالة الفيلم. وقد بلغ الإحتجاج لدرجة طلب إيقاف الفيلم وعدم إرساله للمشاركة في مهرجان دمشق الثاني للسينما البديلة، مما أضطرنا إلى تهريب الفيلم للمشاركة في المهرجان، ولكن الفيلم للأسف لم يأخذ فرصته في التوزيع والعروض. وهنا أتضح للسينمائيين مدى قصور نظرة إعلامي الثورة والقيادات السياسية للفيلم السينمائي وكأنه مقال سياسي، وبدأ نوع من الصراع غير المعلن بين رؤية السينمائيين والقيادات السياسية والإعلامية، الأمر الذي أدى لاحقاً إلى إجهاض محاولتي إنتاج فيلم روائي. [b]محاولات في انتاج الفيلم الروائي[/b] صحيح أن السينمائيين الفلسطينين حاولوا ابتكار لغتهم الخاصة في أفلامهم التي أتسمت ببنية درامية مميزة، إلا أنهم بعد إنتاج عدد من الأفلام التسجيلية وأفلام الحدث والجريدة المصورة، بدأوا يشعرون بضرورة إنتاج افلام روائية، من أجل الوصول إلى جمهور دور العرض السينمائية الواسع التي لم تكن تتقبل عرض الفيلم التسجيلي، وللتعبير عن الجوانب الإنسانية للقضية الفلسطينية المرتبطة بنكبة 1948 والمحيطة بحياة الشعب الفلسطيني في المنافي وتحت الإحتلال على سبيل المثال، بالإضافة إلى رغبتهم في التعبير عن رؤيتهم الإنسانية عبر إبداعاتهم الفنية حيال هذه القضايا. وقد أفشلت المحاولة الأولى لإنتاج فيلم مأخوذ عن رواية " أيام الحب والموت" للكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور، بسبب غضب القيادة السياسية على الكاتب من روايته التالية " البكاء على صدر الحبيب" التي تضمنت بعض النقد على تجربة الثورة، فصدر قرار إيقاف العمل على الفيلم بعد إعداد السيناريو والحصول على الموافقات اللازمة للمشاركة في إنتاج الفيلم، وبدء عمليات الإنتاج الأولية. وقد خلق إيقاف هذا الفيلم آنذاك أزمة حادة للعاملين في "وحدة أفلام فلسطين"، جعلهم يتوقفون عن العمل في الوحدة بما يشبه الإضراب عن العمل. وانطلقوا في تأسيس "جماعة للسينما الفلسطينية" التي تم تبنيها من قبل "مركز الأبحاث الفلسطيني"، وقامت بإنتاج فيلم "مشاهد من الإحتلال في غزة"، وعندما فاز الفيلم بالجائزة الذهبية في مهرجان بغداد الدولي لأفلام وبرامج فلسطين عام 1973، لسؤ حظ الجماعة كما يقول مصطفى أبو علي مخرج الفيلم ورئيس الجماعة، حيث أثار نجاح الجماعة حفيظة القيادة السياسية، التي طلبت من مركز الأبحاث وقف تبنيه للجماعة، لأن مكان السينما هو الإعلام الموحد وليس مركز الأبحاث. وبعد سلسلة من الوساطات والإتفاقات عاد السينمائيون لوحدتهم. ولكن تكرر الأمر بداية الثمانينات مع فيلم "المتشائل" المأخوذ عن رواية الكاتب إميل حبيبي الذي ابدى إعجابه الكبير بالسيناريو المعد عن روايته، وبعد موافقة القيادة السياسية على إنتاجه عام 1981، عاد وصدر قرار بتحويل المبلغ المرصود لإنتاج الفيلم إلى إحتياجات أخرى أكثر أهمية للثورة بعد أحداث 1982. وقد أدى هذا إلى إحباط شديد بين السينمائيين، لإيقاف تمويل الفيلم بعد أن قطع الإعداد له شوطاً كبيراً، مثل إعداد عقود إلإنتاج المشترك مع بعض الدول الصديقة، والإتفاق مع بعض الممثلين وتحديد أماكن التصوير..الخ. حتى أصبحت تجربة هذا الفيلم بحد ذاتها تحتاج إلى فيلم للتعبير عنها. ولو كان هذا القصور في النظر لأهمية الفيلم السينمائي محصوراً بالقيادات السياسية لوجدنا لهم عذراً في طبيعة التحديات والضغوط والمؤمرات التي تواجههم، بل أن هذا القصور في تقدير أهمية السينما انسحب على بعض مسؤولي الإعلام والمثقفين المؤثرين في القرار، عندما كان رأيهم أن فيلم "المتشائل" غير حماسي أو تعبوي. إن هذه المفارقات وغيرها ربما كانت بطريقة أو بأخرى أحد الأسباب في ضياع أرشيف ومكتبة الأفلام (السينماتيك) الذي ضم كنزاً من التراث الفلسطيني باحتوائه على مجموعة كبيرة من الأفلام والمواد المصورة بالصوت تغطي أحداث ووقائع أهم مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني المعاصر مرحلة الثورة، كما تغطي حياة وحراك الشعب الفلسطيني في الشتات على مدى مايقارب خمسة عشر عاماً. [b]قصة الأرشيف السينمائي ولغز إختفاءه[/b] منذ تأسيس وحدة أفلام فلسطين عام 1969 وحتى منتصف السبعينات، تراكمت كمية كبيرة من المواد المصورة مع أشرطة الصوت المتواكبة معها، التي لم يسمح وقت العاملين ولا إمكانيات الوحدة بأكثر من وضع عنوان الحدث أو المناسبة المصورة بشكل عام على العلبة التي توضع بها المادة السينمائية، بسبب كثافة العمل ونقص المعدات. أصبح من الصعب استخراج اللقطات اللازمة للأفلام التي يتم العمل عليها مع مرور الوقت، فكان لابد من القيام بعملية أرشفة وتصنيف وتوفير ظروف ملائمة لحفظ هذه المواد الفيلمية الهامة. في عام 1976 وبعد معركة تل الزعتر التي انتهت بسقوط المخيم، وفي ظل الحصار الشامل لبيروت من البحر والجبل، وتحت حالة من القصف وانقطاع كثير من سبل الحياة مثل انقطاع الماء والكهرباء وصعوبة التنقل والحركة، جعل معظم العاملين يقضون معظم وقتهم في المؤسسة. وقد وجدنا في هذا الظرف فرصة للقيام بهذا العمل الذي استغرق أكثر من ستة أشهر تأسس خلالها قسم الأرشيف والسينماتيك، وأصبحت المواد المصورة تؤرشف مباشرة ضمن نظام خاص يساعد على إيجاد المادة المطلوبة لأي تاريخ أو حدث أو مناسبة أو نشاط أو شخصية..ألخ. كما تم توفير الكادر والمعدات اللازمة للعمل ولحفظ المواد والأفلام في درجات حرارة ورطوبة مناسبة وثابتة، كما تم وضع خطة لتصوير بعض الأحداث والمناسبات الهامة وإجراء مقابلات مصورة مع بعض القيادات والكوادر بهدف التوثيق والأرشفة. وعندما أضطرت الوحدة لشراء بعض المواد المصورة في فلسطين في بدايات القرن العشرين من إحدى الوكالات الأجنبية لاستخدامها في أحد الأفلام الوثائقية، فوجئنا بالمبلغ الذي طلبته وكالة الأنباء، إذ طلبت ثمناً خيالياً برأينا في ذلك الوقت المتقشف، حيث طلبت إثنين وعشرين (22) جنيه إسترليني ثمناً للقدم الواحد (30سم) من المادة المصورة التاريخية (التي مر عليها أكثر من عشر سنوات). الأمر الذي لفت انتباهنا للقيمة المادية أيضاً للأرشيف، إضافة لقيمتة الوطنية والتاريخية وأصبحنا نشعر بأننا نحفظ كنزاً حقيقياً بكل المعاني لشعبنا. يتبع باقى الموضوع | |
|
شمس الحرية ادارة المنتدى
العمر : 38 عدد المساهمات : 390 الجنس : تاريخ الميلاد : 13/03/1986
| موضوع: رد: السينما الفلسطينية...سينما الثورة كتابة : خديجة حباشنة[i] السبت أغسطس 08, 2009 11:18 am | |
| في تموز 1981 قصفت الطائرات الإسرائلية لأول مرة منطقة الفاكهاني في مدينة بيروت، وبدأنا نشعر بالخطر على الأرشيف الذي بالإضافة لقيمته وأهميته، كلفنا ثلاثة مصورين سينمائيين شهداء، مما يجعل عملية الحفاظ علية بالنسبة لنا قضية شبه مقدسة. وبدأنا نفكر بضرورة نقل الأرشيف ومكتبة الأفلام من مقر مؤسسة السينما الواقع في منطقة الجامعة العربية المعرضة لخطر القصف بالطيران، حيث توجد معظم مكاتب ومقرات قيادة وأجهزة المقاومة الفلسطينية إلى مكان أكثر أمناً. كان التفكير في البداية أن نقوم بعمل نسخة (ديوب نيجاتيف) من الأرشيف وحفظها في أحدى الدول الصديقة الآمنة. ولكن بعد دراسة تكلفة هذه النسخة التي بلغت سبعمائة وخمسون ألف دولار ( 750000$ ). وبعد محاولة توفير المبلغ تبين عدم إمكانية ذلك. عندئذٍ توجهنا لاستئجار مقر للأرشيف مكون طابق تسوية أسفل بناية في منطقة الحمراء دون إعلان عن وظيفة المكان على أعتبار أنه مجرد مخزن. وتم تهيئة القاعات فيه( كل قاعة حوالي 8×10م بارتفاع 4م تقريباً )، بحيث يحفظ الأرشيف في درجات حرارة ورطوبة ثابتة مناسبة للمواد السنمائية.
أثناء إجتياح لبنان في حزيران عام 1982، لم يكن خارج مقر الأرشيف إلا الأفلام والمواد المصورة حديثا قيد العمل أو الأرشفة في مقر المؤسسة، كما وجدت في "ستوديو الصخرة" حيث تتم عمليات تظهير المواد المصورة والمونتاج، بعض المواد التي تجرى عليها عمليات المونتاج وبعض المواد حديثة التصوير،. وقد تم نقل المواد الموجودة في مقر المؤسسة أثناء حصار بيروت في الساعات القليلة التي يتم فيها وقف إطلاق النار. حيث كنا نقوم بالتسلل إلى مقر المؤسسة الواقع في منطقة الجامعة العربية أكثر المناطق تعرضاً للقصف لنقل ما نستطيع حمله من المواد والمعدات الموجودة فيه، وقد فاجئنا التنوير الذي يسبق الغارات الجوية أكثر من مرة. أما المواد التي كانت في ستوديو الصخرة فلم تجد مجموعة المقاتلين التي أرسلت في مهمة لإحضارها منه، غير بقايا اللقطات التي لم يتم اختيارها ( المحذوفة ) أثناء عملية مونتاج. وعلى الأرجح أن الأفلام التي كنا نعمل عليها آنذاك في ستوديو الصخرة هي في حوزة الجيش الإسرائيلي، الذي قام بقطع الطريق للأستوديو منذ اليوم الأول في القصف الجوي، ولم بتمكن أحد من الوصول إليه قبل مجموعة المقاتلين. وللأسف كان من بين هذه المواد مواد فيلمي الثاني حول المرأة " نساء من بلادي" ، في أواخر مرحلة المونتاج، وهو إنتاج مشترك بين مؤسسة السينما الفلسطينية وإتحاد التسجيليين العرب.
أثناء الترتيب لعملية خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، تم إبلاغ ثلاثة من القيادات السياسية الأولى بمكان الأرشيف، وبأسماء الأخوات العاملات في الأرشيف (فلسطينيات يحملن الهوية البنانية)، والمصور السينمائي الذي يمكنه البقاء في لبنان قبل مغادرتنا لبيروت، أملاً بإمكانية حمله على السفن التي ستقوم بنقل مقاتلي وكوادر وقيادات م ت ف. وقد علمنا لاحقاً أن الأرشيف السينمائي وضع تحت حصانة السفارة الفرنسية عندما لم تتمكن القيادة من تحميله على السفن. واستمرت متابعة أخبار الأرشيف وإمكانية نقله خارج بيروت مع القيادة السياسية على مدى 3-4 أعوام، وقد جرت أكثر من محاولة لنقله إلى قبرص كما أبلغنا ولم تنجح. كما استمرت متابعة الإتصال بالأخوات العاملات في الأرشيف لمعرفة تطورات الوضع هناك وآخر أخبار الأرشيف حتى أواخر عام 1986، عندما تفاقمت أحداث الحرب الأهلية اللبنانية وأغلقت جميع السفارات وبدأت معركة حصار المخيمات الفلسطينية. بعد ذلك لم يعثر أحد أو يسمع أحد حول هذا الأرشيف السينمائي الثمين والمهم لشعبنا الفلسطيني، إذ يغطي مرحلة هامة من تاريخ النضال الفلسطيني لا تكاد الأجيال الجديدة تعرف عنها شيئاً .
وهكذا فقدنا كنزاً حقيقياً بكل المعاني كقيمة تاريخية وكتراث نضالي وكقيمة مادية أيضاً. فإذا كان ثمن القدم الواحد ( 30سم ) من المادة السينمائية التاريخية في منتصف السبعينات يساوي 22 جنيه إسترليني، فكم سنحتاج للحصول على آلاف الأمتار من المواد الفيلمية التي تؤرخ وتوثق بالصوت والصورة مرحلة من أهم مراحل حياة ونضال الشعب الفلسطيني بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.
ولو حاولت وضع إحتمالات لحل لغز إختفاء الأرشيف، فإنني أرجح شخصياً أن هذا الأرشيف موجود في مكان ما، حيث من المستحيل أن يختفي تماماً أي أثر لأرشيف بهذا الحجم حتى لو تعرض مكان وجوده للقصف أو التفجير المباشر ووقع تحت الردم أو تعرض للحرق، فهنالك أجزاء من هذا الأرشيف محفوظة بطريقة غير قابلة للذوبان والإختفاء تماماً، ولابد من بقاء أثر يدل عليه. والحقيقة أن المحاولات الضعيفة التي تمت لإخراجه أو للبحث عنه أو لجمع ما يمكن من الأفلام، لم تكن محاولات جادة ولم تتم بدافع الإهتمام الحقيقي، أو محاولات تسعى لاكتساب الأهمية من وراءه، بكل بساطة لا يمكن لأحد أن يبحث عن شيء لا يعرفه.
[i] خديجة حباشنة، باحثة ومستشارة في قضايا المرأة والتنمية. عملت كمتطوعة مع وحدة أفلام فلسطين قبل أن تتفرغ للعمل فيها عام 1973، وعملت فيما بعد كمخرجة ومؤسسة ومديرة للأرشيف والسينماتيك حتى العام 1982، مؤسسة السينما الفلسطينية،- بيروت.
[ii] البدايات الأولى لمؤسسة السينما الفلسطينية، هاني جوهرية، مصور سينمائي وأحد مؤسسي سينما الثورة، أعيد نشر المقال في كتاب "فلسطين في السينما"، عمل جماعي بإشراف : وليد شميط الناقد السينمائي اللبناني، وغي هينيبل الناقد السينمائي الفرنسي. ط -2-، 2006.
[iii] نشأة السينما الفلسطينية واتجاهاتها، مقال مشترك ل : مصطفى أبو علي، مخرج سينمائي وأحد مؤسسي سينما الثورة. وحسان أبو غنيمة، ناقد سينمائي أردني ومشارك في تأسيس سينما الثورة. أعيد نشر المقال في كتاب "فلسطين في السينما". (المرجع السابق).
[iv] مصطفى أبو علي وحسان أبو غنيمة، مقابلة حول دور ومواصفات سينما الثورة، أجرى المقابلة: الناقد الفرنسي غي هينيبل، والطاهر الشريعة الناقد السينمائي التونسي، 1972،تونس. أعيد نشر المقابلة في كتاب " فلسطين في السينما".(المرجع السابق
انتهى الموضوع اتمنى ان ينال اهتمامكم وفرائته جيدا | |
|