المدرسة العربية الفلسطينية للسينما- الناصرة: تجسيد لرؤية سينمائي 1

المدرسة العربية الفلسطينية للسينما- الناصرة: تجسيد لرؤية سينمائي 1



تأسست "المدرسة العربية الفلسطينية للسينما" في مدينة الناصرة عام 2005
وكان المبادر لإنشائها السينمائي عنان بركات، مع نخبة من سينمائيين
وإعلاميين منهم المخرج العالمي هاني أبو أسعد والناقد صلاح سرميني، بعد أن
ضاق عنان ذرعا بدراسة موضوع السينما في المعاهد الإسرائيلية في لغة غير
لغته، فحقق فكرته. وتحاول هذه المؤسسة الثقافية أن تقدم طرحا جديدا ورؤية
مميزة بما يتعلق بالثقافة السينمائية والجدل الفكري، وقد بدأت قبل عامين
بمحاولات أكاديمية جادة في التنظير السينمائي لسينما فلسطينية جديدة انبثق
منها تأسيس مجموعة "موجة السينما الفلسطينية الجديدة"، وهي فكرة راودت
أيضا عنان من 10 سنوات.
أنتجت المدرسة خلال مشوارها القصير عددا من الأفلام ، الفيلم الشعري
القصير "عدنا" للمخرج الشاب نعيم أبو تاية وفيلم "يا أنا يا حيفا" للمخرج
شادي سرور، هذه الأفلام شاركت في عدة مهرجانات،مثل مهرجان "العودة" في رام
الله والذي نال به "عدنا" على المرتبة الثانية ونال هذا العام "يا أنا يا
حيفا" على الجائزة الأولى ، وتم أيضا هذا العام دعوة عنان بركات للمشاركة
في مهرجان "قلبية" في تونس بمشاركة هذه الأفلام. شارك "يا أنا يا حيفا" في
مهرجان دبي للأفلام. وعلى صعيد آخر فإن المدرسة مستمرة بإنتاج أفلام
روائية قصيرة لمخرجين شباب فهناك سيناريوهان لفيلمين قصيرين جاهزان للتصوير


الأول للمخرجة الشابة ريم محاجنة والثاني للمخرج الشاب نعيم أبو تاية، وهي
في صدد تحضير سيناريو للتصوير من تأليف راجي بطحيش.
وتم ضمن نشاط المدرسة انجاز كتابة فيلم تجريبي قصير/ فيديو آرت، وتتبنى
المدرسة مشروع مجموعة شباب "مشروع مرئي مسموع" لمحبي السينما والهواة،
وتشارك المدرسة في دراسة دكتوراه وجزء منها عنوانه "المدرسة العربية
للسينما"/ لندن – فلسطين.


أجريت المقابلة مع عنان بركات ليعرفنا على "المدرسة العربية الفلسطينية للسينما" ودورها في تحريك عجلة السينما الفلسطينية المحلية:


ما هي المعايير الأساسية التي تضعونها كتقييم قبولكم لطلابكم؟ وما هي الطرق التي تتبعونها في تطوير القدرات الإبداعية لكل طالب؟

"نهتم بالمستوى الفكري والثقافي لكل طالب مهتم بالتعرف على هذا
المجال،ونطلب شهادة تخرج ثانوية، بمعدل معين في اللغة الانجليزية.تتبع
المدرسة منهاجا أكاديميا، حيث يدرس طلاب المدرسة الإخراج الدرامي، وكتابة
السيناريو والمونتاج السينمائي، كما يتميز منهاجنا بالتركيز على تدريس
موضوع "السينما العربية والعالمية" من منظور تحليلي يحمل عدة أبعاد..
وتسعى المدرسة لترسيخ فكرة انبثاق موجة جديدة في السينما الفلسطينية، بعد
أن طورنا بالتعاون مع مهنيين ومحاضرين في موضوع السينما دورات في "السينما
الخاصة"، ونحرص على إقامة ورشات متخصصة وتستضيف المدرسة مثقفين وسينمائيين
محليين وعالميين."

تهتم المدرسة بتحطيم سرد الرواية المتبعة في سينماتنا أو أفلامنا
الفلسطينية والعربية والتي "أفسدت" وأثرت سلبا على "خلق" لغة سينمائية
ديناميكية ومتطورة... فتربطني علاقة قوية ووطيدة بالناقد والكاتب
السينمائي السوري "صلاح السرميني" وكان لهذه العلاقة دور فعال ومؤثر حيث
تم بالتعاون معه إدخال مضامين ومذاهب سينمائية جديدة لم تكن مطروقة بشكل
ملحوظ عربيا أو عالميا أو فلسطينيا، مثل السينما التجريبية، والسينما
الشعرية أو الأفلام السريالية وغيرها من المذاهب، ومن هنا دعونا
السينمائيين الفلسطينيين والعرب مع طلاب مدرستنا إلى صناعة سينمائية تحرص
على الفن واللغة السينمائية."


من يدعم المدرسة؟ وهل هناك علاقات وتعاون مع مؤسسات أخرى من نفس المجال؟

"نعم، لدينا علاقات وتعاون مع مؤسسات عربية وأوروبية في نفس المجال،
وبالنسبة للدعم لا يوجد أي مؤسسة تدعم المدرسة بشكل فعلي مستمر باستثناء
شركة الأرز للإنتاج الفني، والمدرسة تعتمد بشكل أساسي على الأقساط
التعليمية التي تتلقاها من الطلاب."


ما هي الصعوبات والمعوقات التي تواجهها المدرسة العربية الفلسطينية للسينما؟
"لا يوجد أي صعوبات مصيرية... الصعوبات التي نواجهها هي صعوبات
تواجهها أي مؤسسة ثقافية تتخذ خطا مستقل وتقوم بعمل فني برؤية ومستوى
مغاير ، إضافة إلى الصعوبات المادية الطبيعية التي يواجهها أي جسم ثقافي
في العالم وبالذات في دول العالم الثالث، علماً بأننا لا نقبل أو ندعم
المشاريع الثقافية والفنية بسهولة إنسانية لأنها أحيانا تبدو بالنسبة
للبعض "كماليات "، ولكن لا يدرك المجتمع أن الثقافة هي العامود الفقري
لنواته."


ما الذي دفعكم لاتخاذ موقف رافض من مهرجان حيفا الدولي للأفلام في دورته ال23؟

"قررنا هذا بسبب المعاملة الغير مهنية والمتعالية مع السينما
الفلسطينية والسينمائيين الفلسطينيين، لم يتم تنظيم قاعدة معلومات موضوعية
بشكل مهني ومنظم للأفلام الفلسطينية أو العربية، والأفلام جمعت من صانعيها
بآخر لحظة وبشكل عشوائي وجمعياتي. التعامل مع موضوع السينما الفلسطينية في
المهرجانات الإسرائيلية أصبح مستنزفا ومقحما من قبل الكثير من المتطفلين
"الفلسطينيين" والذين يدعون العروبة لربح القليل من الشهرة وبعض النقود،
ومن منطلق احترام ذاتي لي وللمخرج شادي سرور ولعمل المدرسة قررنا أن نلغي
مشاركتنا، وخاصة بعد أن تلقينا ترحيبا كبيرا للمشاركة في تونس ورام الله
واهتماما كبيرا من أشهر مهرجان عربي للأفلام في دبي. نحن لا نتهاون مع عدم
تنظيم وتعامل حضاري مع "يوم السينما الفلسطينية" مع الاستخفاف بالأعمال
الفلسطينية برمتها إنتاجا وإنسانا، فلا يعقل أن تتوج السينما الفلسطينية
دائما في المهرجان تحت إطار انثر وبولوجي أو "تعدد الثقافات" مصطلح أوجدته
وابتدعته المؤسسة الغربية في العالم ، ويستعمل المصطلح في البلاد كـ
"حاوية قمامة" مميزة تظهر الوجه الآخر للمجتمع وليس الإنسان والفنان."


ما هي الخطط المستقبلية التي تنوون إتباعها في تطوير مشروعكم؟ إلى أين تودون الوصول بهذا المشروع؟

"رؤيتنا وطموحنا أن نصل إلى قائمة المدارس السينمائية العالمية الهامة
مثل معهد السينما في بولندا، مدرسة السينما "إديك" في فرنسا، مدارس خاصة
في تونس وغيرها وهذا مع المحافظة على عدم تحويل المشروع إلى مشروع تجاري
يخرج آلات في مجال السينما وأكاديمية للسينما تخرج موظفين وعاملين في
المجال. نحن مستمرون بإنتاج الأعمال السينمائية ليس فقط لطلاب المدرسة، بل
لكل سينمائي يرغب بالاحتكاك الفعلي بمذهبنا السينمائي القريب من الإنسان
الفلسطيني، والإخلاص لمشروع سينمائي مهنياً، وأخلاقياً، وإبداعياً.
المدرسة العربية للسينما في الناصرة ليست صرحاً تعليمياً فحسب، بل هي منصة
إبداعية عميقة بثقافتها السينمائية والإنسانية ومركز دراسات وأبحاث
أكاديمي في مجال السينما والفكر

مشكورة يالفراشة على المعلومات القيمة بالسينما الفلسطينية واتمنى ان يقراها كل محبى وعشاق السينما والذي يريدوا ان يشقوا طريقها لتمتع بالمعرفة وثقافتة ليحسنو ويتقنوا تكملة المشوار



اليكى تحياتى
شمس الحرية